15 فبراير، 2008

مؤشـــرات في حَنايــــا الرُّوح /2


حين يلتقط الدمـاغ معلوماتٍ مُعيَّنه تصف شخصاً ما .. ثُمَّ يجتمع وايّـــــــاه في موقف عابر ..

يسعى جاهداً بالبحث في تفاصيل ذلك الموقف ..رغبةً في ايجاد جزئيّـــات تؤكّد ذاكَ الخَزِين المعلوماتي

عن سلوك ذلك الشخص .. بغض النظر عن مصدر تلك المعلومـــــات .. أو مدى مصداقيّتهــا ..

أو دقة وصفها .. أو حتى وضوح معاييرهـا .. ودون فسح المجال لنفسه لاكتشاف تلك الشخصيه وتشخيصُهـا ..

بعيداً عن تأثير أي آراء أُخرى ..من المكن أن يكُون لها الأثر في تحديد مسار تقييمنا لذاك الشخص ..

فانّ ما نسمعُه من آراء الغير بالغير .. لا تتعدّى كونُها نظره خاصه بهم ..

تقع تحت تأثير نفسيّـــاتهم .. وترجمتهم العقليه لمُجريات الأحداث .. وتفسيرهم لمدلُولات ردّات الفعل ..

وقاعدات مُعيّنه رسمت خطُوطها حصيلة تجاربهم ..

ليست كفىءً لأن يُحتذى بهـا .. ولا نهجاً يُوصل بانتهاجه للصواب والرأي السديد ..

ولسُوء الظنّ واحسانه نصيب الأسد في هذه النظره ..

وحين يصدُر من ذلك الفعل أي فعل ممكن أن يُطابق تلك المعلومات .. بالتصريح أو التلميح ..

من قريب أو من بعيد .. أو قد تُسـاق ترجمتها قسراً لتُوافق تلك المعلومات المستورده ..

عندهــا يبتسم [ صاحبنا ] ابتسامة النصر .. بأنّه قد تأكّد حقاً من وجود تلكَ الصِّفات ..

فيبدأ بالتعامل معه بناءً على تلكَ الصفات المزعومه .. ويــالهُ من ظُلم ..!!

أن يُســـاء في معاملة شخص بِلا جرمٍ .. عندهـا يعجز مؤشري من الوقُوف مُتزنـــاً ..

وسط ذبذبات مُتتاليه من القناعات السلوكيه الخاطٍئه ..ويفشل في السيطره عليهـــــا ..


***


ينخفض مُؤشِّر الطموح .. وتتشتّت الاحلام .. وتتبخر الأماني .. وتتشوّه رُؤية المستقبل ..

يختلط زاهي ألوانها مع الداكن ..ثمّ تتمزّق ارباً ارباً .. وتطيرُ أدراج الرِّياح ..

على مرأى نفسي المكسُوره .. على مسمع أُذني المُنصته .. المُنتظِره لهمس بُشرى ..

فيرتدّ صدى الواقع مُجيباً : ما باليد حيله ..!!


الأحداث تأتي عكس ما نُريد .. رياح الشفاعات الظالمه تفتِك ببدايات النجاح .. تمحق فُرص الانطلاق ..

تمحق أوّل درجات الصعُود ..أيدينا الصغيره تحكم القبض على خيط أحلامنا الهوائيه متصدين للريح العاتيه ..

وعلى الرُغم من تعثرنا المتتابع بحصيات الظرُوف .. الا أنّنــا نُحاول الوقُوف أُخرى ..

ولكننا وبعد جُهدٍ جهيد نفشل .. فالوقوع نهاية لا مناص منهـــا ..


ينفلت الخيط من أيدينا .. وتطير أحلامنا بعيداً .. حتى تختفي .. نتألَّم ثمّ نستجمع قوانا وننهض ..

نضرب أيدينا ببعضها ..ننفُض عنّا غُبار الذكريات .. نُغيِّر الوجهه ونمضي ..

==> [حروف خريجي الثانويه].


***


يقف مؤشري طويلاً بلا حراك .. ساكن رابض في مكانه .. ليس ثباتاً واتزانا كما تظُن ..


ولكنني فقدتُ السيّطره عليه ..فقد عجِزَ عن مُجاراتِي .. فَشِل في ايصالي الى محطة الرِّضى ..

وأَخفقَ في تمكيني من التسليم والقَبُول .. قمّة الحـــيره .. وذروَة التَّشتُت .. وغَــــــاية التَّيه ..

أن تقِف على مُفترق الطُّرُق .. عاجِزاً عن اتِّخــــاذ القرار .. فامَّا أن تكُـــون في منتَهى الايجـــــابيه ..

فتتوشَّح بالمِثـــــاليه .. وتنتهِج التســـامُح .. وتنطِق بالعَفُــو .. فتُحمِّل نفسك مالا تُطـــيق ..

وتُجــــبرها على مالا تقــدِر ..وامَّـــــا أن تكُـــون سلبيَّــــاً .. تُفاجِىء كُــل من حولك بموقِفِك ..

تُقلِّب عتيق الدفـــاتِر .. وتجمع شتات كُل ما تمزَّق ..تنفُث غُبـــار قديمه .. وتنشُرُه للعيـــــان ..

وتكشُفه على الملىء ..تنتقِم لنفسِك .. وتظفَر بحقِّك المسلُوب .. ليس لزامــاً أن تكسب .. ولكن المُهِم أن لا تنهزِم ..

ولكنّها أيضاً لن ترتــــــاح ..

أقف طويلاً .. أتلفّت يمنةً ويســـره ..أقِف على قمَّة الهرم .. أتربَّع على عرش التّذبذب ..

أرقُب مؤشري ذاكـ القــابع في مكانه .. أقترِب منه فــــأهمِس : مؤشري .. أما زِلتَ مُحتاراً ..!! أم أنَّهُ الاتزان ..!!

لأكتشِف بأنَّهُ قد شُلَّت قُدرته .. تمكَّنَ منهُ العجِــز .. فتوقف بِلا حِراك ..


الى مؤشرات جديده باذن الله ..

ليست هناك تعليقات: