14 مايو، 2008

تَنـويـــــه !


أمُرّ حالياً بفترة مليئه بالإختبارات حدّ الإنفِجار , يعقبها اسبوع يليه الإختبارات النهائيه لهذا الترم العزيز !

إضافةً لمهام نهائيه لتسليم بحث التخرُّج والذي خصصته عن الصُّوف [ يوم أن كان الجو بارداً :) ] ..

ولّذلك وددت أن أُنوّه عن إنقطاعي بهذه المُدّه إلى تاريخ 13/6 ..

ولا تنسونا من دعواتكم ..

07 مايو، 2008

مزح بـرزح !




هناك بعض الممارسات السُلوكيه التي يكون لها بالغ الأثر في علاقات الناس بعضهم ببعض ، إما بالسلب أو الإيجاب !

إمّا أن تكُون سبباً لتحسين هذهِ العلاقه وزيادة عُمرها ، أو تكُون سبباً لبترها ! كالمُزاح مثلاً .. فصاحب الدعابه دائماً مايكُون نكهة الجلسه ومنعشها ، فالطرافه والمقالب المضحكه أمُور ضروريه لكسر ُروتين الحياة المُمِل وإبهَاج النّفس ، وتَبقى على الأمد البعيد كالنجوم الساطِعه في سماء الذكريات ..
وإمّا أن يزيد عيارها [ حبتين ] فلا يتقبله الطرف الآخر وهذا من الجانب السلبي طبعاً ..

ولنا مع المزح صولات وجولات ..

أحياناً يلجأ البعض إلى تغليف حاجته أو طلبه بلبُوس المزح يمزجه بدعابه ثم يبتسم إبتسامه متكلفه وذلك ليدرأ عن نفسه مرارة الإحراج في حين صَار طلبُه غير مُجاب ، أمّا إن لاحَ أمام ناظريه ضوءاً أخضراً تنحنح وبدأ يتكلم بـ [جد] ..

وهُناك من يُعبّر عن إستيائه من أمر معين أو إعتراضه عليه بإسلوب مازح ، فإن أحس بمقدمات صدام مع الآخر

أطفأ ناره بقوله : كنتُ أمزح !

ومنَ النّاس من جعَل المزح اسلوباً لإرسال الرسائل الغير مباشره أياً كَانَ نوعها ،
فمنهم من اتّخذَ المزاح طريقاً للتناصح ، مخافة أن لايقبل المنصوح تلك النصيحه ، فمن الطبيعي جداً أن يقول لصاحبه اتقِ الله وهو يضحك ، فصارت [ اتقِ الله ] مزحه بعد أن كانت ينتفض لقوة وقعها القُلوب !

وقد تُبتلى بأشخاص لايفهمُون المزح أبداً ، فتمزح ضاحكاً ثمّ لاتلبث أن تلتفت لتكتشف بأنك الوحيد - في المجلس - الذي يضحك !
فيستفسرون عن مرادك ب[ لماذا ، كيف ، أين ، ماقصدك ] وقد يغضب البعض لأنه تلقاها بمفهومه الذي لايُترجِم الكلام إلا بلُغة الأرقام ، حتى تضطر لان تصرح لهم علناً بأنها مزحه ، والمزح إذا عُرِّفَ بهِ صار كالطعام بلا ملح !

وقد تُبتلى أحياناً بعكس أولائك تماماً، أُناس [ فاهمين المزح غلط ] ، يحسبُون أن أي عباره تتبع بضحك تُسمى مزحه !
وقد يدخلُون جو مع أنفسهم فيمد الواحد منهم كفه إليك لتصفقها بيدك [ كفك] ويستمرون في الضحك والتصفيق مده ليست بالقصيره وتجبر أنت على مجاراتهم وتصنع الضحك مجاملةً لهُم ، ولكن لاتنسى أن تقوم بتدليك منطقة إلتقاء فكيك بعد ان تفترق عنهم ,

لأنها حتما ستؤلمك !

يُخطئ البعض - أحياناً - في إختيار مكان وزمان ومقال المزح !
فليس المزح الذي تمزح به مع من ينتشي فرحاً كمن تُحاول مُلاطفته لتخفيف مصابه !
وليس المزح الذي تلاطف به طفلاً كما المزح الذي تُؤنس بهِ كبيراً ، فلا الطالب كما الأستاذ ، ولا الأخ كما الأب ، ولا المواضيع التي تمزح بها مع أختك كالتي مع أخيك !

مراعاة تنوع الشخوص المتواجدين أمر مُهِم ، فمُستوى المزح يختلف إن كان بالمجلس أغراباً تلتقي بهم لأول مره عن إن كانوا أصدقاء وأقارب ، فالأريحيه مع الصنف الثاني أكبر !

حتى كبار السِّن يجب مراعاة أمُور في المزح معهم ، حاول أن لا تبعد كثيراً عن حدود اهتماماتهم وفهمهم ، وأن تمزح في الأمور التي تبدو - فعلاً - مضحكه لهم ، فلا تميع كلامك وتصعب ألفاظك ثم تضحك لوحدك ! وكم هو جميل أن تُحاول نطق بعض الكلمات العاميه [ القُح ] القديمه وإن استصعبتها ، فإن مجرد خطئك بها سيكون مزحه !

البعض يرى بأنّ المزح يقدح في هيبته ، والبعض يراه دليل المحبه والموانه ، فللناس طبائع وأمزجه يجب على المرء التفطن لها حتى لا يتصَادم معهم !

و لكنّ هُناك من يُشرك بقية أعضاء جسمه في مزحه ، فإضافة لنبرة صوتهِ المُرتفعه و دويّ قهقهته الذي يُفجّر المكان إلا أنّك لاتستغرب أبداً إن صفعكَ على وجهِك أو ركلكَ برجلهِ او فاجأكَ بشيءٍ ما ألقاهُ عليكَ من بَعِيد [ مع تنوع حجمه وثقله وخطورته ]

فلا تغضب أبداً فإنّهُ يمزح !

لا أُحبذ مثل هذا النوع من المزح أبداً ، وقد يُستساغ عند الأولاد [ بحدود طبعاً ] ولكني لا أراه لطيفا أبدا أن يصدر من فتاه ، فإنه يصنف من المزح الثقيل جدا ..
[ إمزحي بأي شي إلا باليد ! ]
هكذا كنت أسمع من أبي دائماً ، وهكذا صار طبعي ..

قد يحصل أن مزحت مزحه فصارت قرصة لمن تلقاها ، فقد يكون تعليقاً أطلقته ببراءه عن طيب خاطر وسلامة نفس فلم تنتبه

إلا حين تغير وجه صاحبك لتعلم بأنك قد مررتَ بـ [ مطباً ] وأكلت [ مقلباً ] من حيثُ لاتدري !
فإمّا أن تتدارَك الأمر وتُوضح الخَطَأ مُعتذراً أو تعدّيها لنفسِك وتَبقَى فِي قلبِ صَاحِبِك !

وهُناك من ينفُث حِقدُهُ وغِلُّهُ على الآخرين عن طريق المزح أيضاً ، فتراه يسخر ويُحقّر ويُقلِّل من شَأن من أمامهُ في إطار [المزح المعنوي الثقيل ] وعلى الملئ ، ويحس" الممزوح معه " بحدة الكلمات وقساوة وقعِها عليه في قَرَارة نفسه ، ولكنّهُ يَرَى الجو العام ضاحك فيضحك على مضضّ ..
فإن إنزويت بـ " المازح " وقلت له لقد أكثرت وأثقلت !
ابتسم بخباثه وقال : نعم أعرف ، مزح برزح !

وأما المزح الكتابي [ سواء كان برسالة جوال أو بريد الكتروني أو ماسنجر او في المنتديات ] فهو من أشد أنواع المزح جفافاً وأقلها حيويه ، حيث أنكَ لا تسمع نبرة صَوت المازح ولا ترى تعابير وجهه فكم من شخص كتب مازحاً لآخر حملها محمل الجد وزعل !

ولكن ، جزى الله الوجوه التعبيريه عنا كل خير ، حيث أوصلت ماعجزت الحروف عن إيصاله ، ولكن ليس الكُل يستعمل تلك الوجوه للتعبير الصادق عن مِزَاجه ، فقد يُحاوِل البعض إخفاء إنزعاجه وغضبه خلف تلك الأوجه الباسمه فيخطئ من فرط الحماسه ويضعها في غير موضعها !

- عفوا ! -
لم أكن أتخيل أني إسترسلت بالموضوع إلى هذا الحد ، كان بودي أن أتحدث عن أثر المزح في الإنطباع الأول ، وعن مزح المتخاصمين ، ومزح المعاريس ، وتجاوز الخطوط الحمراء بالمزح ، ولكني أخشى أن يتسرب الملل إلى قلب القارئ الكريم ،

فلعلي أأخرها إلى وقتٍ لاحق ..

الخلاصه :
أن المزح فنّ من فُنُون التعامل له أنواع وفروع مُتشعبه [ منها البريء وغير البريء ]
البعض يرى بأنه خفة عقل ومضيعه للوقت وهروب من المصارحه ، والبعض الآخر يعتبره لطافه ودبلوماسيه وفن تعامل ..

تختلف نتائجها بحسب ذكاء المازح وإتقانهِ لهذا الفنّ !
وقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح مع أهله وأصحابه صغيرهم وكبيرهم والسيره تزخر بكثير من القصص ..
وجميل لو يحتسب المرء في مزحه إدخال السرور إلى قلب مسلم فيناله الثواب من الله تعالى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم " .





05 مايو، 2008

فشّـة خِلـق !




هاهي قافِلتي– أخيراً – تُوشِك على الوُصُول إلى محطّة التخرُج , بعد مشوارٍ طويل وشاق من الهم والتعب ,

واصلتُ المسير – على مضض – أملاً في الوصول ونيل الغايه , وإن لم تكُن بتِلك الغايه المنشُوده ولكن الحمدُلله على كلِّ حال ..



قاربتُ على الوصول , تحف بي عزاءات عديده فحواها أنهُ نهاية الكدّ , وإن كنا سمعنا هذا الكلام كثيراً فيما مضى – في كثير من مراحلنا الدراسيه نُبشر بأن ما هو آت أيسر وأهون , ولكن ! – بيد أننا نستملِح الكذِب إن كان بهِ راحةً لنا أوحتى ما يُشبه الراحه ,



ولكن الحقيقه بعيده كل البعد عن هذه البُشرى لأنني مُتأكّده بأننا سنطوي صفحة الجامعه لنستقبل صفحه أشد منها تعباً وبذلاً ,

هذه حقيقة الدنيا كبد في كبد !