19 فبراير، 2008

.:’ [ جَلــد ] الكـــافر 000 و[ عَجــز ] الثِّقــه ’:.





الجميع يكتُب .. حتى ضاقت الأوراق بالحروف .. والجميع يتكلَّم .. الى الحد الذي ضاق بهِ الفضاء بالكلمات ..


ولو أحجم السُفهاء عن الكلام بما يجهلُون .. لساد الصمت في كثير من الأمكِنه ..

ولو سارت الحيـــاه بتصرُف العُقلاء .. لقلَّ الخطأ وانحسر الزلل .. ولساد الملل في أركان المعموره ..

لأن الأخطاء ملح الحياه .. وبدايات النجاح ومقياس لمعادن النّاس .. وهي دليلُنا للصّواب ..

فلولا المرض لما عرفنا قيمة الصّحه .. ولولا مرارة الفقر لما عرفنا لذّة الغنى .. ولولا الخطأ لما عرفنا طريق الصواب ..





*****





انّ الكون يتّسِع للسُفهاء والعُقلاء جميعــاً ..


ولكن حين يُقلَّد السُفهاء زمام الأمور .. ويعتلون المنابر .. ويتملّكُون المحابر .. فلا يُسمع الا صوتُهُم .. ولا يُقرأ الا حرفُهُم ..

وفي المُقابل يُضيّق على العقلاء .. ويُشتّت شملهُم .. فقد يُمنعُون من الظهور لقلة حيلتهم وهوانهم على الناس ..

وقد يمتنعون تورعاً أحياناً أو خيفة في أحايين أُخرى ..




[ عندهـــــا أقرىء على الدنيــا السّلام .. ]




الصراع بين الخير والشرّ والحق والباطل صراع أزلي .. أبدي حتى يرِث الله الأرض ومن عليهــا ..

فلن يمحي الحق الباطل مع قُوته .. ولن يمحي الباطل الحق مع كثرته ..

وان انتشر وعلا فانه كما الدُخان يعلو بنفسه على طبقات الجو وهو وضيع ..



*****


وتختلف طبيعة العلاقه وتتباين النسبه بين الحق والباطل باختلاف الأزمنه والأمكنه ..

ولكننا وفي ظل هذه الأحداث المُتتاليه .. والنكبات المتواليه ..

وبعد الانغماس في زوبعة الفتن والفساد بتنا في أمس الحاجه لكل شيء ..

لكل مامن شأنه خير لهذه الأمه .. لكل ما من شأنه رفع رداء الذُل والمسكنه عنها .. والذود عن عرضها ..

والفرار بها عن مُستنقعات التبعيه العمياء الى صفوف القيــاده ..

لا نُريد أن تضيع طاقاتنا بين مستحٍ ومُستكبر .. هل ينتظر كلُّ واحدٍ منّا أن يُسحب من يده ويُجلَّس في مكانه الصحيح ..!!

ان عجز كُلُّ واحدٍ منّا عن اكتشاف نفسه فلن يكتشفه أحد .. لأنه بات ككنز ضائع بلا خارطه ..



*****



قد يمتنِع الشخص أحياناً عن ابراز مواهبه .. ويُصِر على دفن رأسها في دركات السلبيه والانعزال ..

ويركُن الى الصمت .. خجلاً وانتقاصاً من قيمتِها ..

وقد يُقارنها أحياناً بمن يُشاطِرُه المجال .. فيرى بأنّ الفرق بينهُما كبير .. والبَون شاسِع ..

فينسَحِب قبل البِدايه .. ويُقفِّي راجعــاً .. يجُر خلفَهُ أذيال الخَيبه والفَشَل ..

وكأنّهُ يُريد لنفسِهِ أن يخرُج من بطِن أمه ويعتلِي صهوة النّجاح .. وهذا مُحــال ..

حقــاً .. قد يكُون لبريق نجاح الآخرين لمعةٌ خاطِفه .. ولِطعمِهِ نكهةٌ خاصه .. ولكنهُ لا يأتِي مع الدَّعَه والرّاحه ..

الى متَى سنظل نغرِس في طرِيقِنا عقبات وهميه نسقيهــا بالتّردُد .. ومخافة الفشل ..

فلا نحصُد منها الاّ تأخُراً وخيبه ..

الدُنيا في تقدمٍ متتابِع .. وتطورٍ مُذهِل .. ونحنُ لا نُأخُذ منهم الاّ الغث الهزيل ..




*****



للشرّ لذه يتفنن في رسمِهــا [ زوراً ] شياطين الانس والجِن ..

ومن أسوّأ الأحوال أن يبذُل أهل الشر قُصارى جهدهم في سبيل ايصــال رسالتهم الخرقـــاء ..

بينما يعجز ويتخوّف أهل الخير عن البذل والعطــاء لحجج قد تَصدُق أحيانــاً .. وتَكذِب في أَحَـــايين أُخرى ..


في الختام لا أقُول الا كما قال عمر - رضي الله عنه - : " اللهم انِّي أعوذ بكـ من جلد الكافر وعجز الثقه " .




ليست هناك تعليقات: