24 أبريل، 2008

من فضلِك أغلِق الصفحه !




عزيزي المواطِن الكريم ..



أود التنبيه مُسبقـــاً بأنّه من حقّكـ كمواطِن عربي إغلاق هذه الصفحه متى شِئت !


كما أنّه من حقّي أيضاً كـ [ كاتبه عربيه ] كتابة ما أشــاء في هذه الصفحه مادامت من ممتلكــاتِي الخــاصه , وفقـــاً لمعايير الحريه العالميه السائده في هذا العصر !


كما أننّي المحاسبه الوحيده عمّا يُكتب فيها من معلومات وحقائق , والمُكلّفه الوحيده لاثبات مصداقيّتِهــا ..!!

كما لا يفوتني أن أخبرك بأنّّه من حقي أن أتوقف عن الهذيـــان متى سئِمتُ منه !

فلا تنسَ حقّكـ المحفوظ في امكانية اغلاق الصفحه في أي وقت وعند أي جُزئيةٍ تُريد ولا تغضب عند ممارستي لحقي المشرع أيضاً !



لأنه لا يُوجد أي قانون [ في العالم ] يُجبركـ على القيام بفعلٍ ما جبراً !

تستطيع ان تُعبّر عن رأيكـ بكُل شفافيّه ووضوح , في شتّى الأمور وعلى مُختلف الأصعِده , فقد ولّى زمن تكميم الأفواه منذُ أمدٍ بعيد .. [ مع حفظ حقوق الآخرين ]



وتذكّر بأنّكـ تتمتّع بمساحه واسعه من الحريّه , وبقدر كبير من الاحترام , وبقائمه طويله من الحقوق , تكفل لكـ العيش معززاً مكرّماً مدى الحيـــاه ..

ليس على ثرى وطنكـ الحبيب فحسب , بل انه في جميع أقطــار العالم , لأنّهُ هُنــاكـ ما يُسمى بـ [ السفاره ] تابعه لبلدكـ تعمل على خدمتِكـ , وتلبية حاجاتِكـ , والدّفـــاع عنكـ متى تعرّضت لأذى أو اســـاءه ..



ومن حقّكـ أيضـــاً أن تتلقّى تعليمـــاً عاليـــاً بطرق حديثه , وتنعم ببيئه علميه مهيئه في جميع مراحِلِكـ الدِّراســيه ..
كما أنه ينبغي عليكـ أن تُنهِي آخـــر سنواتِكـ الدّراسيه مُرتــاح البـــال , هــادِىء السريره , ســاكِن المزاج , لأنّه من حقِّكـ أن يُضمَن لكـ مقعداً جامعيــاً وبالقِسِم الذي يُوافِق رغباتِكـ , ويُســاعِدكـ على الانطلاق في سبيل تحقيق طموحاتِكـ ..

ولا تقلق بشــان الوظِيفه أبداً ..!!

لأن جمــيع الأقســـام الجامعيه مطلوبه في سُــوق العمــل ..!


وكما أنه من حقكـ أن تعِيش بالكيفيّه التي تُريد , فانه من أبسَط حقُوقِكـ أن تعمل بالوظيفه التي تتناسب مع قدراتكـ وكفاءتكـ ومؤهلاتكـ , بمقابِل مالي يكفل لكـ مستواً معيشيــاً هانئــاً يتناسب مع كميّة آبـــار النِّفط المُتدفِّقَه تحت قدميكـ !

دون أن تلجــأ - اضطرارا ً - لاراقة ماء وجهِكـ بحثــاً عن شفاعات مُلتويه تُسهِّل عليكـ تجــاوز قنطرة التقديم الوعره ..



تذكّر بأنهُ من حقّكـ أن تتوفّر لكـ الرعايه الصحيّه الكامِله
حتى في حالات الطوارىء المُستعجله , في أي وقت , وفي أي مكان ..

وتأكّد من أنكـ ستحصُل على موعدكـ مع طبيبكـ المفضّل وفي أسرع وقت , ولن يسبقه سوى اجراءات نظاميه تكفل حقّكـ ولا تُعيقه ..!!


أمّـــا في حالة اعتداء اللصوص على شيء من مُمتلكــاتِكـ الخاصه , صغيراً كان أم كبيراً , فلا عليكـ سوى تبليغ الجهات المُختصّه , وهي ستقُوم بالواجِب , وتأكّد من أنّ بلاغكـ سيُقابل بكل اهتمام وحرص ولن يهوّن الأمر وتُقارن مصيبتكـ بمصائب غيركـ ومسروقاتهم للتقليل من شأنها ثمّ تهميشها ..

بل على العكس تماماً ! فان الجهات المعنيه بتلكـ الأمور لن يغمض لها جفن حتّى تُعيد لكـ حقّكـ المسلوب ..



لا تتوقّع أبداً بأنّكـ ستعيش تحت رحمة التُجــار يوماً ما , ولا تحسب بأنّ الأسعــار لُعبةً في أيديهم المتوحشه يُقلِّبُونهــا كيف يشاؤون ..!!

حيثُ أنّه هناكـ لجان خاصه تُتــابع السوق من جميع نواحيه بدءاً بجودة البضائع المُباعه ونهايةً بأسعارهـــا , فهي تضمن حقّكـ بأن لا تُستغل , وتكفل حق التُجّـــار أن لا يخسر !



- عزيزي المُواطِن الكريم

إعذرني إن أخبرتُك مُتأخِّراً بأنّ جملة هذهِ الحُقوق المذكُوره أعلاه لم تتوفّر بعد , عدا الحق الأول والذي يُتِيح لك إغلاق هذهِ الصفحه دُون تعرُّضِك لأي نوع من أنواع العُقوبات , أو التوقيف أو الغرامات الماليه !


وعُذراً ثانيه إذ لم أُخبِرك بأن هذهِ الحقوق لم توجد – حتى وقت كتابة هذهِ السُطور – إلا في جمهورية أفلاطون ومدينة الفارابي الفاضِله !


فضلاً أغلِق الصفحه الآن , قبل أن يُسلَب مِنك هذا الحق !


هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

إشارة طريفة لواقع مؤلم، سددكم الله.

ياسر الغسلان يقول...

أعجبتني هذه التدوينه و آلمني المعنى، واقعنا في معظمه مؤلم و لكن لعل العيش بقليل من الأمل يجعل هذه الحياة أقل قسوة، لك كل تحية

غير معرف يقول...

وانا اقراء سطورك وانت تنادين

بالحياه اتخيل باني اشاهد عيناكي

الحالمه ..

التي تصر على ان ترى المستقبل كيف

تريد ..

والتي تحاول جاهده ان تقنع خلايا العقل

بانها ترى ذلك حقا ً..



تكميم الافواه .. هل انتهى عصر تكميم

الافواه؟؟ ..

لن ابحر بك بعيدا .. انت الآن في منزلك

محاطه بحيطانه تجيدين من يرفض الرأي

الاخر ويخشى بزوغه لأن في ذلك

خوف على كرسي الحاكم وزعزعة لإستقلال

المملكه ..

ولكن هذه الحقوق الا وتاتي بما انه

يوجد من ينادي بها ..


لك مني اجمل التحايا

ورقيق المحبه

اختك

اميرة العقل ..

الخلوق يقول...

هل ما زال حق الرد سارياً !!؟

:/

شهيدة يقول...

قبل ان تكتبي " ان جميع الحقوق غير ساريه المفعول "

كدت اكتب الرد مباشره "حينها ألقاك في الجنه يا مدى "..

لكن باصلاح ذواتنا ومن حولنا سنشكل ذلك الواقع الجميل باذن الله .. ستصغر ائره الفساد وتتسع دائره الخير العميم ..

اسلوب راقي .. احييك

مدى ابراهيم العقل يقول...

أ.كشاف ..
شكراً لك ..


أ.ياسر الغسلان ..
نعم هو الأمل بتحسُّن الأوضاع !
هناك جوانب في حياتنا تتحسّن وأخرى تزداد سوءاً , ولكن الفرج قريب بإذن الله ..
شكراً لتواجدك ..

مدى ابراهيم العقل يقول...

أختي الغاليه أميره ..

سعدت جداً بتواجدكِ في مدونتي ..
صدقيني بأن هذهِ الحقوق لن تُزعزع إستقلال ولا حتى خلية نحل !
بل على العكس تماماً !

ولكنّ احساس ما يهمس في اذني بأنه [ جاري تفعيل الحقوق ! ] ..
الظروف أفضل ..

حييتِ ..

مدى ابراهيم العقل يقول...

د. الخلوق ..

نعم بالتأكيد , أهلاً بك ..


شهيده ..

نعم حتى يغيروا ما بأنفسهم , وهذا ما نتأمله ونطمح إليه ..
وفي كلٍ خير ..
بوركت أخيه ..