06 يوليو، 2008

حِمَايه .. ثَرثَرَه على وَرَق !


قبلَ أكثَر مِن شَهَر جَاءتني أختي ) في المتوسطه ( بمنشور وُزّعَ على طالبات مدرستها يُعَرِّف بـ [ إدارة الحمايه الإجتماعيه ] , والتي تأسست بعد صدور القرار الوزاري بتاريخ 1/ ٣ / ١٤٢٥ هـ ، تشكلت بعدها لجنة الحمايه الإجتماعيه بالإداره العامه للشؤون الإجتماعيه ومكتب الإشراف الإجتماعي النسائي بالمنطقه الشرقيه بعد صدور القرار بسنتين أي بـ ٢٦ / ٣ / ١٤٢٧هـ ,


وإنطلق العمل الفعلي لقسم الحمايه ( أي مضى سنتين على إنطلاق العمل ! ) يتحدّث المنشور عن الفئات التي تتولى اللجنه حمايتهم وأنواع العنف الذي تتصدّى لهُ ، والإجراءات التي تتخذها اللجنه لحل أي مُشكله بدايةً بتلقيها البلاغ حتى إستقرار الحاله ..
وقد زودت - اللجنه - المنشور بأرقامها بين مباشر وسنترال وفاكس وثلاث تحويلات ..
و بالرغم من بدائية المنشور من حيث التنسيق والطباعه إلا أنني سُررت به ِكثيراً لما لمستهُ من وعي وإحساس بحاجة المجتمع لمثل هذهِ اللّجان ، خبأتهُ في دُرجي إعجاباً بهِ ولم يخطُر في بالي أنني سأحتاج إليه يوماً ما ..
إلا أنهُ حدث عكس ماتوقعت !

شاء الله أن يذهب أخي للمسجد قبل آذان الظهر بمده ، ليشاهد طفل ( ١٢ سنه ) قد فعلت به الشمس وشدة الحر مالا يُستهان به ..
ناداهُ بِوَجَل وعرف منهُ القصه ، خلاصتُها : أنهُ طفل يُعاني وأخوته من عنف جسدي يُوقعه عليهم مصدر الأمان ومنبع الرأفه والرحمه والدهم , وولي أمرهم وربّ أسرتهم ، بمباركه من الأم يصل إلى حدّ أن تقوم الأم الحنُون بتسخين السكّين على النّار ثم تُناولُها الأب ليكوي بها أجسادهم الصغيره بكُل وحشيه ، عَلِمَ مُدير المدرسه [ وقد كان إنسانا مستقيما وتربويا في آنًٍ واحد ] بأفاعيل الأب وإستدعاهُ للمدرسه أكثر من مره ولكنّ الأب لم يتغير بل صار يُهدّد الإبن في كل مره يضربهُ فيها إن أخبرَ المدير بضربهِ أمام زملائه ، وكان هذا التهديد كفيلاً بإلجام الطفل !
المُهم ، أخطأَ الطفل بالأمس خطأ فحكمت الأم بإستحقاقه لتعذيب " ابوغريب " وذلك بعد أن إتصلت بالأب وهو في عمله تخبره بما فعل ابنه ، استيقظَ الطفبل صباحاً متوجهاً للمدرسه لآداء الإختبار على تهديدات أمه تُذكّره بالعقاب الذي ينتظره , خرجَ الطفل من المدرسه من الساعه التاسعه ولن يعود للبيت إلا بعدَ أن يتأكد من خروج أبيه إلى دوامه عصراً ، وقد آواه المسجد حتى ذلكَ الحين !
حين علمتُ بالأمر قفزت في بالي فكرة اللُّجوء للحمايه فهي الجهه المعنيه بالأمر ، إتصلتُ بالخط المباشر عدة مرات ضاعت بين إنشغال الخط وعدم الرد , حتى ظفرت ُ في النهايه بموظفه أجَابت بصوت ٍكسول : نعم !
- الحمايه الإجتماعيه !
- من يتحدث !
- مواطنه ... فلانه الفلاني .. عندي بلاغ عن حالة طفل يُعاني من عنف أسري ..
- ولكن هذا رقم الجمعيه الخيريه !
خذي هذا الرقم وأطلبي الرقم منهم ..

اتصلتُ بالرقم ، وجاءني الجواب : لا أدري ، خذي رقم " دار المسنين " من إستعلامات الدليل يحولوكِ إلى الحمايه .. فعلتُ ماقالت لي ، ولكن بِلا جدوى حتى رجعت للرقم المباشر مرّه أُخرى , وتذمرتُ من هذا التقصير والضّحِك على النّاس .. ثمّ حولتني إلى غيرها تنقلت بين عدد من الموظفات وختمتها بموظف دار الرعايه ، سألتُهُم عن الإجراءات التي يتخذونها – عادةً - في مِثِل هذهِ المواقف ، فوجدتُها صفراً ، لم يكن لديهم حل إلا تبليغ الشرطه !
أوالإنتظار غدا ًصباحاً لأنّ المُدير إنتهى دوامهُ وخَرَج !
بالله عليكم أب يتعامل مع فلذة كبده بهذه الوحشيه سيردعهُ تعهد يمضيه في مكتب الشرطه ويولي وجهته بإصطحاب ابنه !
هل تُحل مثل هذهِ المشاكل الأسريه بالورق !
ألا توجد لجنه تأتي بنفسها تسأل ، تتأكّد من صحة البلاغ !
ألا يوجد طبيب يُشخص حالة الأب النفسيه !
ألا يوجد مستشار أسري أو موجه إجتماعي أو مُختص تربوي يتولى الموضوع !

في الحقيقه لم أعد أعرف هل لجنة الحمايه الإجتماعيه لجنه وهميه , أم أنها لجنه شكليه غير مُفعّله !

ألوان وأشكال من العنف يمارسهُ بعض الأهالي [ وفي الغالبيه من الأب ] ضد أبنائهم إما لأمراضٍ نفسيه ، أو بقايا عقد مترسبه من غياهب الطفوله الغابره ، أو جهل وفهم خاطئ لأساليب التربيه والتوجيه ..
مُمَارسات عنيفه يحجبها عن الناس ظلمات الخوف والعيب والفضيحه !
إن تسربت عبر ثقوب طلاقة لسان البراءه ، والبحث عن الأمان وطفت على السطح وعُلِمَ بِهََا ، من يتولاها !
الكلُّ مُحاسب ، الكل مسؤول ، المعلمين والمعلمات في المدارس ، كل مشرف طلابي ومشرفه ، الدعاة والمشائخ أئمة المساجد ، خطباء الجوامع ، كل باحث تربوي ومختص ..
المجتمع بأكمله ، كل من يعلم بالأمر ويُخلي نفسه ُمن المسؤليه , وينفض يدهُ مِن غُبار المشاكل ومتاهة التحقيقات , ويعتبر ما سمِعَ بهِ أٌقصُوصه يُحدِّث بها في المجالِس !

إنهُم أمانه في أعناقنا !

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

سبحان الله
قريبًا كنا نتحدث عن هذا ،
في مدرسة إحدى قريباتي ، طفلة أتت لإحدى معلماتها وكشفت عن ظهرها لتريها آثار تعذيب أمها =/
المعلمة بدورها قامت بالاتصال على منظمة حقوق الإنسان وأوضحت لهم حال الطفلة ،
بعدها أتت المنظمة إلى المدرسة لتأخذ التفاصيل .. ولا زال التحقيق جاريًا..
حدثني حينها والدي عن العديد من الحالات التي طالب فيها أصحابها منظمة حقوق الإنسان بالتدخل ..
قد تكون هي الجهة المسئولة ، ربما ..
شكرًا جزيلًا مدى

مدى ابراهيم العقل يقول...

حياكِ الله أخيه !



هيئة حقوق الإنسان! في الحقيقه انها لم تخطُر على بالي , ولكني أخشى أن تتّبِع اسلوب التشهير الإعلامي أو تتّجِه للقضاء , وأعتقِد بأن مثل هذه القضايا لا تُحل بالقوه ..

وقد أشارت علي إحدى الموظفات بالاستعانه بالشرطه فتقوم بتحويله لدار الايواء وترفع قضيه على الأب , ولكن هذا الاسلوب غير نافع أبداً , يستحيل أن نشتت الطفل ونُيتّمه وأبواه على قيد الحياة !

الحال مؤسِف !

غير معرف يقول...

لدينا مؤسسات ورقية كثيرة ..
لكن الا نبحث لم العنف !! وما سببه .. ! ونعالجه .. افضل من موسسات ورقية

غير معرف يقول...

مع الاسف الشديد هي مابين لجنة وهميه ولجنة خطابات فقط غير فعليه
هذي مشاريعنا المؤجلة دائماً والغير فاعله
وكعادة العربي خطابات لا اكثر
.
محزن جداً امر الطفل .. ولا ادري إلى متى يستمر العنف الاسري دون رادع له
تعدي على الزوجات .. على الابناء ...دون عقاب ولا رادع حتى من الشرطه
لا ادري ماذا سيكون مصير الاب لو كان بامريكا او أوروبا
...
يحضرني قصه اخبرني بها صديق
عائلة سعوديه في كندا ، في احد الايام علا صوت الزوجه بصراخ بسبب تعدي زوجها عليها بالضرب
قام احد الجيران بإبلاغ الشرطة ، فوراً تم تغطية المكان والقبض على الزوج .
كان بيروح فيها لولا تنازل الزوجه عن حقها " سقط الحق الخاص "
ولم تنتهي القضية هنا بقي حق عام
وهو الحكم على الزوج " بتثقيف أَسري " ثم يتم اعادته للبيت بعد ذلك، ليكون كفو ليحل منصب أب

نحنً لم نصل بعد إلى هذه المرحلة

تحياتي لك

مدى ابراهيم العقل يقول...

أ. سلطان !
أهلاً بك ..
نعم , ولكن اذا كان بعد صدور القرار بسنتين تأست اللجنه وبعدها بسنتين تفعّلت وبعدها بسنتين نلجأ لها فيكون هذا حالها , كم من السنوات نحتاج حتى نقوم بمثل هذه الدراسات , وكم نحتاج لإيجاد الحلول ومن ثم العمل بها !

نعم الدراسه أساسيه لتلافي هذه الظاهره في الجيل الجديد ولكن ماذا عن هذا الجيل الذي لم يُغير من فكره [ الغبي ] دراسه ولا غيرها ..
هل نترك أبناءهم رهن التعذيب ليُنشؤوا لنا جيل مُحطّم وتستمر المُشكله !

مدى ابراهيم العقل يقول...

الأخ / قارىء الأفكار !
الجيران عندنا ينتهجون نهج [ ابعد عن الشرّ وغني له ! ] ..
وبالمُناسبه أحياناً حتى تخشى التدخل لأن مجتمعاتنا مُحافظه وتميل لحفظ أسرار الأسره ولذلك قد تكون ردة الفعل عكسيه ممن ظننت بأنك ستساعده وحصلت مع جاره لنا أُحرجت ونُعتت بالفضوليه لأنها حاولت المُساعده !